Utilisateur:Albassiria

Une page de Wikipédia, l'encyclopédie libre.

. الإحداث، التسمية، المدة والمقر[modifier | modifier le code]

  • المادة 1 :  طبقا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.58.376 الصادر بتاريخ 3 جمادى الأولى 1387 (15 نونبر 1958) كما تم تغييره وتتميمه، المنظم لتكوين الجمعيات، تم إحداث جمعية مغربية علمية وثقافية لا تسعى إلى الربح وذلك لمدة غير محدودة، تحمل اسم “مؤسسة محمد بصير  للأبحاث والدراسات والإعلام”، وتخضع للتشريع الجاري به العمل ولمقتضيات هذا القانون ويشار إليها أدناه بالمركز. المادة 2 :  يوجد مقر المؤسسة  بالزاوية البصيرية ببني عياط، الكائنة بتراب جماعة بني عياط، إقليم أزيلال، ويمكن  عند الضرورة، نقله إلى مكان آخر بمبادرة من المكتب الإداري للمؤسسة ، كما يمكن أن تؤسس المؤسسة  فروعا داخل المغرب وخارجه بتنسيق تام مع المكتب المركزي وتحت إشرافه.
    1. II.  الأهداف والوسائل المادة 3 :  تهدف المؤسسة  من بين ما تهدف إليه ما يلي :
    • القيام بالدراسات والأبحاث في مختلف الميادين لاسيما في العلوم الشرعيةوالتاريخية والصوفية، من اجل تعميق  وإضافة المعرفة بالمجتمع المغربي و بمحيطه الإقليمي والدولي.
    • الإسهام في تصحيح المفاهيم حول التصوف السني والدفاع عنه بطرق شرعية علمية
    • الإسهام في التعريف بتاريخ الصحراء المغربية من خلال نشر الوثائق والدراسات وتحقيق المخطوطات التي تعنى بهذا التاريخ؛
    • مد جسور التواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية من خلال الموقع الإلكتروني للمؤسسة وكذا مواقع التواصل الاجتماعي؛
    • الاهتمام بالقضايا العلمية والفكرية في الصحراء المغربية؛
    • تنمية البحث في مختلف المجالات العلمية والحقول المعرفية وخاصة في العلوم الشرعية والتاريخية والصوفية؛
    • دعم وتشجيع الطلبة الباحثين ومختلف الدارسين والباحثين والمهتمين في مشاريعه العلمية والأكاديمية والبحثية ؛
    • توثيق الصلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات المغاربية والعربية والإفريقية والدولية العاملة في مجال الدراسات والبحث والنشر، وذلك بالشراكة أو التعاون أو التنسيق.
    • مد جسور التواصل مع الكفاءات العلمية والفكرية الموجودة داخل وخارج أرض الوطن.
    • مد جسور التواصل مع الكفاءات العلمية والفكرية الموجودة داخل وخارج أرض الوطن؛
    • دعم المشاريع التنموية في كافة المجالات الحقوقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية؛
    • متابعة قضية الاختفاء القسري للمقاوم المغربي محمد بصير مع المنظمات والمؤسسات والجمعيات والمراكز ومختلف الجهات المهتمة الوطنية والدولية.
    • المساهمة في تعزيز العمل المشترك مع مكونات المجتمع المدني من أجل النهوض بالتنمية الفكرية و الثقافية؛ المادة الرابعة : تسعى المؤسسة إلى تحقيق هذه الأهداف بجميع الوسائل المشروعة الملائمة و بالخصوص :
    • إنجاز الدراسات والأبحاث وجميع العمال والنشطة المرتبطة بأهداف المؤسسة؛
    • إنجاز استشارات وخبرات وإبداء الرأي في مجالات اشتغال المؤسسة؛
    • نشر دوريات ودراسات وأبحاث في مختلف المجالات العلمية والمعرفية لاسيما في مجال العلوم الشرعية والتاريخية والصوفية؛
    • تنظيم ندوات ومحاضرات ومؤتمرات، وملتقيات وأيام دراسية ولقاءات علمية ودورات تكوينية؛
    • إبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع جميع الهيئات الوطنية والأجنبية والدولية التي لها نفس الاهتمامات والأهداف؛
    • إصدار دورية أو مجلة محكمة أو أكثر للتعريف بالمؤسسة و متابعة أنشطتها ، ونشر إصداراتها وإنتاجاتها؛ III.  العضوية المادة 5 :  تتكون المؤسسة من الأعضاء التاليين :
    • الأعضاء المؤسسون: وهم الأشخاص الذين شاركوا في تأسيس المؤسسة، ويمكنهم الجمع بين هذه الصفة وصفة الأعضاء النشيطين؛ وهؤلاء يمكنهم الحضور و التمثيلية في جميع هياكل المؤسسة بطلب من الرئيس.
    • الأعضاء النشيطون: وهم الأشخاص الذاتيون الذين، بحكم أنشطتهم العلمية والمهنية، يساهمون فعليا في تحقيق أهداف المؤسسة؛
    • الأعضاء المشاركون: وهم الأشخاص الذاتيون الذين يحدد القانون الداخلي للمؤسسة كيفية اكتسابهم صفة الأعضاء النشطين؛
    • الأعضاء الشرفيون: وهم الأشخاص الذاتيون أو المعنويون المعروفون بعطاءاتهم العلمية وتشجيعهم للبحث العلمي، والذين منحتهم المؤسسة  هذه الصفة؛
    • الأعضاء الحاضنون والداعمون: وهم الأشخاص الذاتيون أو المعنويون الذين يساعدون المؤسسة  في تحقيق أهدافها وذلك بمساهمتهم المالية أو المادية أو المعنوية التي يقبلها المكتب الإداري للمؤسسة؛ المادة 6 : تكتسب صفة العضوية بالمؤسسة  بـ :
    • بلوغ سن الرشد القانوني.
    • تقديم طلب كتابي بالانخراط ينص على أن المرشح للعضوية اطلع على القانون الأساسي وميثاق الشرف وأنه يوافق على مضمونهما بدون تحفظ ويلتزم بما جاء فيهما، ويكون الطلب مرفقا بملف مؤهلاته العلمية والثقافية.
    • قبول طلب الانخراط المدعم بتزكية عضوين نشيطين على الأقل من طرف المكتب الإداري للمؤسسة والمصادقة من طرف المجلس الأكاديمي  وفق مقتضيات القانون الداخلي للمؤسسة ؛
    • أداء واجب الانخراط وواجب الاشتراك السنوي، المادة 7 : كل عضو أخل بمبادئ المؤسسة  أو لم يوف بالتزاماته تجاهها تتخذ في حقه التدابير المنصوص عليها في القانون الداخلي،  وتفقد صفة العضوية إما بالاستقالة أو العزل أو الوفاة وذلك وفق مقتضيات القانون الداخلي للمؤسسة .
    1. IV.  تنظيم المركز : المادة 8 :  تتكون المؤسسة  من جمع عام،ومكتب إداري ،  ومجلس أكاديمي، ولجنة شرفية. المادة 9 : الجمع العام   يتكون الجمع العام من جميع أعضاء المؤسسة، ويعقد دورته العادية في الأحد الأخير من يناير من كل سنة. ويمكنه أن يعقد دورات استثنائية بناء على جدول أعمال محدد، وذلك بطلب من الرئيس أو بطلب من المكتب الإداري للمركز أو بطلب من ثلثي (2/3) الأعضاء النشيطين، مع مراعاة المواد 21 و22 من هذا القانون. يوجه الرئيس الدعوات للجمع العام العادي ثلاثين (30) يوما على الأقل قبل الموعد المحدد. تكون اجتماعات الجمع العام صحيحة بحضور الأغلبية المطلقة للأعضاء النشيطين. وفي حالة عدم توفر النصاب تتم الدعوة لاجتماع ثان في أجل لا يقل عن ثلاثين (30) يوما، وتكون مداولاته صحيحة كيفما كان عدد الأعضاء الحاضرين. وتتخذ القرارات بأغلبية أصوات الأعضاء النشيطين الحاضرين. المادة 10 :  يقوم الجمع العام بالأساس بـ :
    • المصادقة على التوجهات العامة لأنشطة المؤسسة  وخطط عمله؛
    • المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي؛
    • انتخاب أعضاء المكتب الإداري للمؤسسة . المادة 11 : المكتب الإداري
    • يتكون المكتب الإداري للمؤسسة بالإضافة إلى الرئيس المؤسس من عدد من الأعضاء ينتخبهم المجلس الأكاديمي،
    • يتخذ المكتب الإداري للمؤسسة جميع التدابير والإجراءات اللازمة لحسن سير المؤسسة وإنجاز برنامج أنشطتها،
    • يعقد المكتب الإداري للمؤسسة أربع (4) اجتماعات على الأقل في السنة وكلما دعت الضرورة لذلك، وذلك بطلب إما من الرئيس أو بطلب أغلبية أعضاءها. المادة 12 : يضم المكتب الإداري للمؤسسة بالإضافة إلى الرئيس، نائبين للرئيس، وكاتبا عاما، وكاتبا  عاما مساعدا، و أمينا للمال ، وأمينا مساعدا لأمين المال ، ومستشارين. المادة 13 : الرئيس يسير الرئيس المؤسسة، ويحرص على تحقيق أهدافها وتنفيذ قرارات المكتب واقتراحات الجمع العام المتفق عليها، ويترأس جميع هيئاتها ويعمل على التنسيق بينها، كما يمثل المؤسسة  أمام الإدارة والقضاء وأمام الهيئات الوطنية والدولية، ويوقع شيكات المؤسسة رفقة أمين المال، كما يوقع كافة وثائق المؤسسة ومراسلاتها، أو يفوض ذلك لنائبه. المادة 14 : الكاتب العام يدبر الكاتب العام الشؤون الإدارية للمؤسسة ويقوم على الخصوص بإنجاز محاضر الاجتماعات ومراسلات المؤسسة، وبالحفاظ على وثائق المؤسسة وأرشيفها وفق مقتضيات القانون الداخلي، كما يقدم باسم المكتب تقريرا عاما أمام الجمع العام حول الوضعية الإدارية والقانونية للمؤسسة خلال الفترة الفاصلة بين الجمعين، مع اقتراح تصور مستخلص من التجارب السابقة. المادة 15 : أمين المال يقوم أمين المال بمسك دفتر الحسابات والوثائق المحاسباتية . كما يسهر على الرصيد المالي للمؤسسة، ويعمل على تنميته بوضع مشاريع وخطط يطرحها على المكتب لمناقشتها والموافقة عليها، ويوقع مع الرئيس على كل وثيقة تضبط المداخيل المالية للمؤسسة ، أو بطاقات الانخراط، كما يهيئ بتنسيق مع الرئيس والكاتب العام مشروع ميزانية سنوية تقدم للمكتب للمصادقة عليها، ويقدم باسم المكتب تقريرا أمام الجمع العام حول الوضعية المالية للمؤسسة  خلال الفترة الفاصلة بين الجمعين مع اقتراح تصور مستخلص من التجربة حول سياسة الموارد المالية. المادة 16 : المجلس الأكاديمي
    • يتكون المجلس الأكاديمي من الأعضاء النشطين وفق مقتضيات القانون الداخلي للمؤسسة بناء على إسهاماتهم العلمية؛
    • يقوم المجلس الأكاديمي ببلورة وإعداد مشروع برنامج الأنشطة العلمية للمؤسسة ومتابعة إنجازها وتقييمها؛
    • يمكن للمجلس الأكاديمي أن يكون مجموعات ولجان لأنشطة علمية معينة وفق مقتضيات القانون الداخلي؛
    • ينعقد المجلس الأكاديمي مرتين في السنة على الأقل. وتخصص الدورة الأولى للمصادقة على حصيلة السنة الفارطة وعلى مشروع برنامج السنة المقبلة، وتخصص الدورة الثانية لتقييم انجاز برنامج الأنشطة للسنة الجارية. المادة 17 : اللجنة الشرفية تتكون اللجنة الشرفية من الأعضاء المؤسسين والأعضاء الحاضنين والداعمين والأعضاء الشرفيين ، وتقوم هذه اللجنة الشرفية بالدعم المادي والمالي والمعنوي للمؤسسة ، ويتم إطلاع اللجنة الشرفية دوريا من طرف المكتب الإداري للمؤسسة  على برنامج أنشطة المؤسسة  وعلى مراحل إنجازه ، وتعقد اللجنة الشرفية اجتماعا واحدا في السنة على الأقل وذلك بدعوة من الرئيس. المادة 18 : القانون الداخلي يدقق القانون الداخلي قواعد ومساطر التسيير الإداري والمالي والمحاسباتي للمؤسسة . كما يدقق مسؤوليات ومهام أعضاء المكتب الإداري للمؤسسة  ومهام باقي هيئات المؤسسة .
    1. V.  الموارد المالية : المادة 19 : تتكون موارد المؤسسة  من :
    • واجبات الانخراط والاشتراك السنوي ومساهمات الأعضاء؛
    • الإعانات والهبات والوصايا وجميع الموارد التي يسمح بها التشريع الجاري به العمل؛
    • المداخيل التي تجنيها المؤسسة  من المنشورات والأنشطة التي تقوم بها. المادة 20 :  تتكون ممتلكات المؤسسة  من المنقولات والعقارات التي يكتسبها من مداخيل أنشطتها ومن الإعانات والهبات والوصايا التي يتوصل بها.
    1. VI.  تعديل القانون الأساسي المادة 21: يمكن تعديل القانون الأساسي للمؤسسة  في إطار جمع عام عادي أو استثنائي وذلك بطلب من الرئيس، أو بطلب من المكتب الإداري للمؤسسة ، أو بطلب من ثلثي (3/2) الأعضاء النشيطين. وتبلغ مقترحات التعديلات إلى جمع عام يكون موضوعه تعديل القانون الأساسي كتابيا إلى أعضاء المؤسسة  ثلاثين (30) يوما على الأقل قبل انعقاد الجمع العام. ولا تكون مداولات الجمع العام صحيحة إلا بحضور ثلثي الأعضاء النشيطين. وإذا لم يكتمل النصاب القانوني، فإن الجمع العام يلغى، ولا يمكن الدعوة لجمع عام ثان إلا بعد انصرام أجل شهر واحد على الأقل. ولا تكون قرارات الجمع العام صحيحة إلا بأغلبية ثلثي  (3/2) الأعضاء النشيطين الحاضرين. VII.  حل المؤسسة : المادة 22 : لا يمكن حل المؤسسة  إلا في إطار جمع عام استثنائي ينعقد الجمع العام الاستثنائي لدراسة حل المؤسسة بطلب من ثلثي (2/3) الأعضاء. وتوجه الاستدعاءات ثلاثين (30) يوما على الأقل قبل موعد الانعقاد. ويشترط لعقد الاجتماع حضور ثلثي  (3/2) أعضاء المؤسسة ؛ وعند عدم توفر النصاب يلغى الاجتماع بصفة نهائية. ولا يمكن تقديم طلب جديد بحل الجمعية وفق نفس الشروط، إلا بعد انصرام سنة كاملة ما لم يصادف انعقاد الجمع العام العادي. وفي هذه الحالة يمكن للجمع العام العادي أن يتحول إلى جمع عام استثنائي بطلب من ثلثي (2/3) الأعضاء النشيطين للمؤسسة . ويتخذ قرار الحل بأغلبية ثلثي (3/2) الأعضاء النشيطين الحاضرين. وفي حالة حل المؤسسة  يعين الجمع العام لجنة لتصفية المؤسسة  تتكون من خمسة أعضاء تضم وجوبا الرئيس وأمين المال. وتحول الممتلكات الصافية للمؤسسة  إلى الزاوية البصيرية باعتبارها مؤسسة خيرية ولها نفس الأهداف  . المادة 23 : يعتبر القانون الأساسي ساري المفعول منذ تاريخ إقراره من لدن الجمع العام.
      وحرر في الزاوية البصيرية بتاريخ: الأحد 30 ربيع الثاني 1438هـ الموافق ل 29 يناير 2017م


من نحن[modifier | modifier le code]


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإنه لايستطيع أحد أن ينكر دور الإعلام بجميع أنواعه في التواصل السريع مع العالم وبناء الفكر وترسيخ المبادئ والقناعات لدى الناس، ولا جدال أيضا في أن الإسلام رسالة إعلامية بامتياز تعتمد البلاغ مصداقا لقول الله تعالى مخاطبا المصطفى صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).

وهذا النهج، هو نفسه الذي سار عليه الصالحون والربانيون من علماء الأمة عبر منابرها الإعلامية في الدعوة إلى الله ونفع الناس والتجاوب مع هموم المجتمع من خلال خطبة الجمعة والعيدين ودروس الوعظ والإرشاد والدروس العلمية في مساجد البلاد ومدارسها وزواياها ورباطاتها، فكان لهذا الزخم الإعلامي دور كبير في نشر الدين الإسلامي والعلوم والثقافة الإسلامية وتوجيه الناس عبر الأجيال وترسيخ قيم التدين الصحيح في النفوس، والمرتكزة أساسا على توحيد الله تعالى والسير على المنهاج النبوي.

ومع تطور حاجات المجتمعات الإسلامية نتيجة التغييرات التي شملت جل مناحي الحياة، ومع تطور وسائل الإعلام وتدفق الأفكار الناتجة عن الطفرة التكنولوجية التي عرفها ويعرفها عالمنا المعاصر كل يوم، كان لابد للزاوية البصيرية أن تكون في صلب هذا التطور لتقوم بدورها كاملا في أيامنا هذه من خلال التفكير في أساليب جديدة للتواصل مع الناس عبر المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح دورها قويا في صناعة الرأي العام وتوجيهه وتنشئته، حيث أصبح من الممكن بفضل التقدم التكنولوجي التقريب والجمع بين الناس والمؤسسات عبر هذه الشبكات الاجتماعية في ظل ظروف مريحة وبسرعة مذهلة، وأضحت شبكات التواصل الاجتماعي البديل الأبرز والأكثر فعالية المتاح للإنسان المعاصر وخاصة الشباب، الذي أضحى يستعملها ويعتمد عليها بكثرة، فمن خلال الانفتاح على الشبكة العنكبوتية تستطيع أن تكون وتوجد حيث يوجد الناس.

وإن المطلع على تاريخ الزاوية البصيرية منذ انطلاقتها قبل حوالي مائتين وسبعين سنة (سنة 1745م)، يجدها كانت منخرطة الانخراط الكلي فيما يتاح لها من وسائل العصر للتواصل مع الناس ونفعهم وتبليغ دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شعارها في ذلك قول الله عز وجل: (ومن أحسن قولا ممن دعى إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).

ففي البدايات اعتمد شيوخها على السياحة الصوفية، فسافروا على ظهر النوق والفرسان والبغال والحمير من أجل التواصل مع الناس، وهكذا عرفتهم مختلف القبائل في الصحراء المغربية وموريتانيا والسودان، كما عرفهم الناس في آيت باعمران وسيدي إفني ولخصاص وتيزنيت وماسة وآيت ملول ووادي سوس واصبوية ومراكش والرحامنة والدار البيضاء وبني مسكين والشاوية والزيدانية وإرزان وآيت وايو وبني عمير وبني موسى وازعير ودكالة وبني عياط وغيرها.

وكان سيدي ابراهيم البصير رحمه الله من الأوائل الذين اقتنوا سيارة الفحم عند ظهورها أيام الاستعمار الفرنسي كما تحكي المصادر التاريخية، وتبعه خلفه سيدي عبد الله  وسيدي محمد الحبيب رحمة الله عليهم على النهج نفسه، وشكلت السيارة والدواب وسائل النقل التي ساعدتهم في الوصول إلى الكثير من القبائل النائية، وبهذه الطريقة استطاعوا أن يؤسسوا فروعا كثيرة للزاوية البصيرية، وأخذ عنهم الكثير من الخلق دين الله عز وجل، وهذه أمور تجدها مفصلة عند العلامة محمد المختار السوسي رحمه الله في المعسول، وحكاها الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله في كتابيه: “النزر اليسير من مناقب زاوية آل البصير” وكتاب: “الاغتباط بزاوية سيدي ابراهيم البصير ببني اعياط”.

وفي هذا المقام، يحسن بي أن أذكر حكاية عن الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله، حيث أهداه أحدهم هاتفا محمولا وناسوخا “جهاز الفاكس”، وأبقاهم في خزانته دون استعمال، وحصل أن زاره صديقه العلامة الفقيه سيدي عبد الحميد الصوفي رحمه الله، ورأى تلك الأجهزة، فسأله في ذلك؟ فأجابه بأن أحد الأحباب أهداه تلك الأجهزة، وأنه متردد في استعمالها، فقال له سيدي عبد الحميد الصوفي: أنت كمن يقول له الله عز وجل خذ هذه العطية من عندنا واستعملها، ويجيبه أن لاحاجة لي بعطيتك، فقام حينها الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله فأخرج الأجهزة، وأذن حينها في البدء باستعمالها.

وفي السياق نفسه، ذكرت له مرة بأن أحد الصحفيين يرغب في إجراء حوار معه، وأنه قد حضر جملة من الأسئلة، فسألته عن رأيه في ذلك؟ فأجاب بأن قاعدته في ذلك: أن لايدخل نفسه في أمر حتى يكون الله تعالى هو الذي يدخله فيه، فمادام هو الذي يرغب فلا مانع في ذلك، ولكن حالت ظروف قاهرة دون إنجاز ذلك الحوار، ويعرف عنه من يخالطه ومن له به معرفة، أنه كان من الأوائل الذين اقتنوا جهاز الكومبيوتر وحرص رحمه الله على استعماله في الكتابة والبحث في الموسوعات العلمية.  

أشرح هذه الأشياء كلها، لأبرز للمطلع على موقع الطريقة البصيرية بأن شيوخ زاوية سيدي ابراهيم البصير، المعروفة اليوم بالزاوية البصيرية، كانوا منخرطين على الدوام انخراطا كليا بكل الوسائلة المتاحة لهم، للتواصل مع الخلق وتبليغ دين الله ونفع المجتمع، ولم يكونوا يقصدون بهذا الانخراط حب الظهور أو الإشهار لأنفسهم وزاويتهم، أو تلميع صورتهم لدى الناس وتشكيل صورة مضخمة فوق حجمهم وفوق ما يستحقون، وإنما كان كل قصدهم سابقا واليوم أيضا هو القيام بالواجب، والقيام بدور الزاوية الفاعلة المواطنة، وتقديم نموذج الزاوية الصوفية المحافظة على القديم والمنفتحة على العصر وعلى كل جديد.

وهكذا نستطيع أن نقول: إن الزاوية البصيرية تولي العناية الفائقة للإعلام بجميع مجالاته وبصورة شمولية ومتكاملة، وهكذا نلاحظ تطورا كميا لافتا لمنشورات الزاوية البصيرية، حيث وصلت اليوم إلى أربعة عشرة كتابا، تتوزع حسب أصناف من الإصدارات، أضف إلى ذلك حضور الزاوية في القنوات والإذاعات العمومية والخاصة، وحرصها على طلب التغطية الإعلامية في كل الأنشطة الإشعاعية التي تنظمها على مدار العام، والانفتاح على الصحافة الجهوية والمحلية والوطنية، سواء في ذلك الإلكتروني منها أم الورقي، من خلال دعوتها لتغطية الأنشطة العلمية والفكرية أو بإمدادها بالمادة اللازمة لتحرير المتابعات الإعلامية وغير ذلك.

ولقد مثلت الزاوية البصيرية على الدوام التصوف السني العلمي المعتمد على شرع الله وسنة رسول الله، ويتلخص منهجها الذي ارتضاه لها شيوخها رحمة الله عليهم، منذ انطلاق الزاوية من الصحراء المغربية إلى أن استقر بها المطاف في بني عياط في الآتي: الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر العلم ومحو الجهل، والرعاية الاجتماعية والأخلاقية لأفراد المجتمع، وغرس قيم المواطنة الصادقة في المواطنين، والاعتماد على عنصر الشباب والتجديد في أساليب الخطاب والممارسة، والانخراط الكلي في صلب اهتمامات الناس، والمساهمة في إيجاد الحلول لمشاكلهم، والحرص على وضع بصمات الخير والنفع لفائدة المسلمين، فهذا مجمل ما ينصح به شيوخ الطريقة البصيرية منذ بدء عملهم إلى اليوم، وهو المعنى نفسه الذي جاء في الحكمة القائلة: “الصوفي ابن وقته”، التي تتخذها الطريقة البصيرية شعارا لها وتعمل على العمل بقتضاها.

ويحتوي موقع الطريقة البصيرية على عدة أبواب وأيقونات تتيح للمطلع التعرف على الطريقة الدرقاوية التي تعتبر أصلا للطريقة البصيرية، كما يتعرف على فروع الزاوية، وعلى المواسم الدينية التي تنظمها، ومجالس الذكر التي تحييها، وأوراد وأذكار الطريقة، بالإضافة إلى زاوية مخصصة لتساؤلات الناس أطلق عليها اسم: “مع الناس”، علاوة على رسائل شيوخ الزاوية، وإصدارات ومطبوعات الزاوية، وبحوث ومقالات الباحثين، والكلمة الشهرية للشيخ، ونبذة عن جمعية الطريقة البصيرية، وأنشطتها وأعمالها، ومدرسة سيدي ابراهيم البصير للتعليم العتيق، وشؤون طلبتها وأنشطتها وإعلاناتها، وتاريخ الطريقة البصيرية وشيوخها، وخطب شيوخ الزاوية وعلمائها، ورجالات الزاوية وصالحيها والمتجردين بها، وفيديوهات ومرئيات مجالسها المختلفة، والمترجمات التي تفيد المسلمين في مختلف بقاع الأرض.

ويتضمن الموقع أيضا نافذة متعلقة بالمجاهد الفقيد محمد بصير بن الشيخ سيدي ابراهيم البصير المعروف ببصيري، هذا الأخير الذي اختفى اختفاء قسريا، وفقد إثر قيادته لانتفاضة الزملة التاريخية بالعيون عام 1970م ضد الاستعمار الإسباني، وادعت البوليزاريو زورا وبهتانا وتزويرا للتاريخ أنه زعيمها الروحي الذي أوحى لها بالانفصال عن الوطن الأم، ومن خلال هذه النافذة تعرف الزاوية البصيرية عموم القراء والباحثين بحقيقة بطلها الغالي.  

كما يتضمن الموقع نوافذ أخرى لفرع الطريقة البصيرية بباريس، وبإيطاليا، وببلاد الشام، ونافذة للتعريف بوثائق الزاوية.

ونشير في الختام إلى أن موقع الطريقة البصيرية موقع خاص بالطريقة البصيرية الدرقاوية، يهدف إلى التواصل مع المسلمين والمسلمات، في كل بقاع العالم، بقصد الإجابة عن تساؤلاتهم وبخاصة في الجانب الروحي، ويسعى إلى التعريف بالطريقة الدرقاوية ومنهجها الصوفي بصفة عامة، وشيوخ الطريقة البصيرية وعلمائها وجهودهم في تربية الخلق وهدايتهم إلى الحق، وبيان أوراد الطريقة وأذكارها بصفة خاصة، كما يهدف إلى رصد أنشطة الزاوية البصيرية ببني اعياط وفروعها في المغرب وخارجه، علاوة على مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، فضلا عن تخصيص حيز للتعريف برجالات الزاوية وعلمائها الذين ساهموا في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والدينية والسياسية، وكانت لهم بصمات واضحة في الأحداث الوطنية والدولية.

وعليه، فإن هذا الموقع يأتي ليواكب أحدث وسائل الاتصال والتواصل بكافة المسلمين والمسلمات في العالم، للوقوف على حقيقة التصوف السني الذي تعد الطريقة البصيرية الدرقاوية تجسيدا حيقيا له، والحمد لله رب العالمين .