Qafár af: صر القديم - أو آغَرْمْ بلغة السكان هو الذي بقي وحيداً من بين القصور السبعة الأخرى التي كانت تتكون منها بلدة بوسمغون - هو المكان الذي كان يعيش فيه سكان بوسمغون قبل رحيلهم إلى البلدة الجديدة القريبة منه جداً بعد استقلال الجزائر.و هو عبارة عن قلعة تحمل كل مواصفات القلاع القديمة المغلقة ذات البوابات المشتركة بالنسبة للسكان.و لعل هذا النمط من البناء و كذلك المكان الموجود القائم فيه يدل على أن السكان الأولين كان هدفهم حماية أنفسهم من أية غارات أو هجمات قد يتعرضون لها.

إن الهندسة التي قام عليها بناء القصر تدل على مدى براعة بنَّائيه و قدرتهم على توظيف أدنى ما وَفًّرَتْهُ الطبيعة من مواد في مقاومة صِعابها من حر و برد و مصارعة الزمن في الحفاظ على ذاته و هويته , و من هذه المواد نجد خصوصاً الطين و خشب النخيل.و الشيء اللافت للإنتباه أن هذه المواد البسيطة وُظِّفَتْ في بناء منازل تعلو بعضها البعض مَنَحَتْ القصر صورة جمالية رائعة. إن القصر أو القلعة يتكون من ثلاثة بوابات صُنِعت من خشب النخيل و تُقْفَلُ بأقفال بسيطة تتكون من عيدان مستديرة صلبة جداً تشُدُّ دفتي الباب أفقياً.وكانت هذه البوابات تُغْلَقُ عند غروب الشمس حتى طلوع الفجر من اليوم الموالي و هي : - الباب الأول من الناحية الغربية يطل مباشرة على الوادي و بساتين السكان كان على ما يبدو مخصص للسكان فقط يعرف باسم (لْبابْ نَتْناسي). - الباب الثاني من الناحية الشرقية كان مخصص لاستقبال التجار و الوافدين إلى القصر و ضيوفه يطل على ساحة تعرف باسم لْبابْ. - الباب الثالث و هو ثانوي يقع في الناحية الجنوبية يعرف باسم (لْبابْ نَتْمَدْلَه تَبًونْ).

المنازل: تبدو منازل القصر على العموم متشابهة و هذا ربما لنَمَطِيَّة الحياة لدى أهل القصر و كونهم كانوا عبارة عن عائلة واحدة كبيرة , فكل بيت كان في الغالب يتكون من طابق أو طابقين و يحتوي على ساحة.الطابق الأرضي كان يضم غرفاً مخصصة لإيداع العتاد الفلاحي التقليدي و الحطب و علف الحيوانات التي كان يعتمد عليها السكان إلى جانب الفلاحة كالغنم و الماعز و البقر و بطبيعة الحال إسطبل لهذه الحيوانات علاوة على غرفة كانت تودع فيه مؤن العائلة السنوية كانت تعرف باسم (لْمَخْزَنْ).و اما الطابق العلوي فكان يضم الغرف الأخرى للنوم و استقبال الضيوف و المتاع...إلخ , و لعل أهم هذه الغرف كانت غرفة الصيوف التي أعطاها السكان أهمية كبرى من خلال توسيعها و تزويقها نظراً للكرم الذي يتميز أهل بوسمغون و الأهمية التي يولونها للضيف.

الأحياء و الأزقـة: يتكون القصر من خمسة أحياء أساسية هي: - آغَرْمْ أَجْديد.ْ - آغَرْمْ أَقْديـمْ. - تْمَدْلَه تَبُّونْ. - تمدله نَتُوسْليمَانْ. - ساحة لَجْماعَتْ التي هي عبارة عن ساحةٍ مساحتها تبلغ 100 م² و لها أربعة منافذ تؤدي إلى جهـات منها : تَقْعُوشْتْ ، تْمَدْلَه تَبُّونْ ، آغَرْمْ أَجْديدْ ، زّْقَاقْ نْلَمْشَارَفْ ، دْحامْنَهْ ، زّْقَاقْ نَتْزِيَّـانْ.و كانت هذه الساحة بمثابة بيت الندوة كان يجتمع فيها كبار القصر لمناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالشؤون المختلفة و البث فيها بما يخدم المصلحة العامة , و كلمة لَجْماعَتْ معناها الجماعة مما يَنُمُّ عن الروح الجماعية في اتخاذ القرارات. بينما يتكون من ثلاثة أزقة رئيسية توصل إلى الأحياء المختلفة و أخرى ضيقة توصل إلى بعض منازل السكان و هذه الأزقة الرئيسية هي : - زّْقَاقْ نَتْمَدْلَه تَبُّونْ و طوله 110م. - زّْقَاقْ نُوغَرْمْ أَقْديـمْ الذي يبلغ طوله 61م. - زّْقَاقْ نْلَجْماعَتْ .

و إلى جانب هذا كله كان القصر يضم كل ما يلزم السكان في حياتهم اليومية من المحلات التموينية أو الحرفية و كذا المسجد العتيق و الزاوية التيجانية التي اسسها العلامة الشيخ أحمد التيجاني.